بكين/ وجه وزير الخارجية الصيني يانج جيشي سهام نقده ضد من اعتبرهم ينتقدون سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان، والذين يصرون على تسييس الألعاب الأولمبية، واتهمهم بتبني معايير مزدوجة، متعهدا في الوقت نفسه بألا تشوه شكاواهم الألعاب الأولمبية.
وجاءت تصريحات جيشي خلال مؤتمر صحفي سنوي عقد على هامش اجتماعات البرلمان الصيني بعد يوم واحد من صدور تقرير من وزارة الخارجية الأمريكية اتهم الحكومة الصينية بانتهاكات واسعة النطاق في مجال حقوق الإنسان.
ورغم أن التقرير الأمريكي كان قد اسقط الصين من قائمة أسوأ الدول في مجال انتهاك حقوق الإنسان إلا انه قال انه سجلها ما زال ضعيفا على صعيد احترام تلك الحقوق.
وقد استشهد التقرير الأمريكي بالقيود المشددة التي فرضتها السلطات الصينية على الحرية الدينية للبوذيين في التبت، وعلى المسلمين في شمال شرقي البلاد.
كما لفت التقرير ما وصفه باستغلال روتيني للعمالة المهاجرة في الأعمال السريعة الوتيرة لبناء "بكين جديدة".
إلا أن المسؤول الصيني أعرب عن رفض بلاده لهذه الانتقادات وقال: إننا نرفض بقوة الممارسات التي تنتمي إلى عقلية الحرب الباردة، والتي تخلق المواجهات وتتبني معايير مزدوجة وتتدخل في شؤون الصين الداخلية تحت اسم حقوق الإنسان.
واتهم الوزير أشخاصا بالعمل على الإساءة لصورة الصين، وقال: إن الصين تتقبل النقد وترحب بالاقتراحات الرامية إلى إنجاح أولمبياد بكين في حال قدمت بروح ايجابية وبناءة.
ونفى الوزير أن تكون الحكومة الصينية تستخدم الألعاب الأولمبية من أجل إثارة النعرات القومية، وقال: إن الشعور الوطني وتسييس الألعاب الأولمبية هما شيئان مختلفان.
وفي الخلفية، كانت مجموعات من نشطاء حقوق الإنسان ونجوم من هوليود بالولايات المتحدة بمن فيهم المخرج المعروف ستفين سبيلبرج قد صعدوا انتقاداتهم لسجل الصين في مجال حقوق الإنسان في الأسابيع الأخيرة.
وقد انتقدت جماعات حقوق الإنسان إزالة اسم الصين من قائمة أسوأ الدول انتهاكا لحقوق الإنسان، وقالت: إن تلك الخطوة قد تؤدي إلى إضعاف الجهود للضغط على الحكومة الصينية من اجل تحسين سجل حقوق الإنسان قبل عقد الأولمبياد.
كما تسعى تلك الجماعات إلى استغلال حدث الاولمبياد للضغط على الصين بن حكمها المثير للجدل في التبن ودعمها للحكومة السودانية التي تتهم بارتكاب فظائع في دارفور.