خطوة أولي موفقة علي طريق اللقب الآسيوي
.شوط أول سداوي ناصع بهدف مبكر لإيمرسون وآخر للمتألق فيليبي
. تراجع غير مبرر للسد في الشوط الثاني والأهلي يفرض سيطرته بعشرة لاعبين
متابعة - صفاء العبد : خطا السد خطوة مهمة بفوزه علي الاهلي السعودي بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس علي ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في الجولة الاولي من صراع المجموعة الثالثة لبطولة الأندية الاسيوية لكرة القدم..
وجاء فوز السد ليترجم سيطرته المطلقة خلال الشوط الاول من المباراة حيث نجح في انهائه بالتقدم بهدفين دون رد، كان الاول مبكراً جداً وبتوقيع ايمرسون عند الدقيقة الثالثة من المباراة بينما جاء الثاني من قذيفة صاروخية اطلقها فيليبي من علي بعد اكثر من ثلاثين ياردة عند الدقيقة (24).. اما هدف الاهلي الوحيد فجاء في الدقيقة (74) برأسية البديل البرازيلي اوزفالدو سوزا..
وكان الاهلي قد لعب بعشرة لاعبين طوال الشوط الثاني بعد ان كان لاعبه صاحب جاسم قد حصل علي البطاقة الحمراء اثر الانذار الثاني عند الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول لكنه مع ذلك استطاع ان يقدم عرضا افضل من سابقه لاسيما بعد ان تمكن من ان يفرض سيطرته علي منطقة العمليات ويتحرر من الانكماش الدفاعي الذي عطل إمكاناته الهجومية طوال الشوط الاول....
ويمكن القول ان السد كان قد اكتفي بتألقه في الشوط الاول حيث فرض علي خصمه ضغطا هجوميا متواصلا هدد خلاله مرماه بالعديد من المحاولات التي كان يمكن ان تزيد من غلته التهديفية خصوصا وان الاهلي ظهر وكأنه يراهن علي الجهد الدفاعي فقط باستثناء محاولة خجولة او اثنتين قبل ان تختلف الصورة في الشوط الثاني عندما نجح الاهلي في انتزاع السيطرة علي وسط الملعب اثر التدخلات الموفقة لمدربه الصربي نيبوشا ليمهد بذلك لعدة محاولات اقترب فيها كثيرا من مرمي محمد صقر ويصيبه بهدفه الوحيد ذاك لكنه لم يفلح في بلوغ الثاني الذي ربما كان يبدو قريبا منه وخصوصا في الدقائق الاخيرة لولا الجهد الكبير الذي بذله الدفاع السداوي ليمنعه من ذلك..
وكان الاهلي قد خاض هذه المباراة بتشكيلة يغلب عليها الطابع الدولي اذ مثله فيها تسعة من لاعبي المنتخب السعودي يتقدمهم الحارس ياسر المسيليم والكابتن حسين عبدالغني الذي بذل الكثير من الجهد والمهاجم مالك معاذ الذي لم نشهد منه الكثير ووليد عبدربه ومحمد البشي وجفين البيشي وغيرهم فيما لعب السد بتشكيلته الكاملة هو الآخر ولم يتخلف عنه سوي خلفان ابراهيم بسبب الاصابة في وقت اظهر فيه ايمرسون الكثير من التحسن بعد العودة من الاصابة، رغم اننا مازلنا ننتظر منه المزيد مما يتفق مع حقيقة قدراته المعروفة، في حين وجدنا زميله تينوريو مكبلا بالرقابة ومستسلما لها في الكثير من الاحيان..
الشوط الأول..
مثلما كان متوقعا اندفع الاهلي مهاجما في وقت مبكر معتمدا في ذلك علي الانطلاق بمثلث هجومي حيث تواجد مالك معاذ في المقدمة ومن خلفه البرازيلي لياندرو وتركي موسي فاقتربوا من مرمي محمد صقر باول محاولة تشهدها المباراة لكنها جوبهت بيقظة وصلابة الدفاع السداوي.. غير ان البداية الهجومية الاهلاوية تلك لم تمنع السد من ان ينفذ ما عزم عليه وهو محاولة طرق المرمي بهدف مبكر في المباراة وهو ما حصل فعلا بعد اقل من ثلاث دقائق علي صافرة البداية عندما قطع ايمرسون كرة من المدافع الاهلاوي الدولي وليد عبد ربه لينطلق سريعا ويتوغل في الامام ثم يخترق منطقة الجزاء في الجانب الايسر ويسدد ارضية نحو الزاوية البعيدة محرزا هدف السبق الاول..
وكان الهدف هذا بمثابة جرس الانذار الذي دفع بالاهلي لأن يركز علي الجانب الدفاعي من خلال انضمام لاعبي الوسط الي الخلف الامر الذي اثر سلبا علي جهده الهجومي علي العكس من السد الذي واصل ضغطه معتمدا علي سرعة انطلاق ماجد محمد في اليسار وعلي عفيف في اليمين الي جانب الدور الفاعل والكبير الذي كان ينهض به فيليبي في الوسط مع زميله وسام رزق..
ورغم كل محاولات الاهلي للحد من خطورة تينوريو وايمرسون من خلال فرض الرقابة المشددة عليهما بواسطة جفين البيشي وحسين عبدالغني الا انهما تحركا بالكثير من الخطورة سواء مع الكرة او بدونها ليزيدا من حالة الارتباك التي كان يعاني منها الاهلي في الخلف بحيث جعلت لاعبيه يلجأون غالبا الي شيء من الخشونة علها تفلح في الحد من خطورة التحركات السداوية تلك..
وفي الوقت الذي تراجع فيه الاهلي بأغلب لاعبيه الي الخلف مع الاعتماد فقط علي لاعب واحد في الامام كان ينتظر اي كرة طويلة مرتدة للهروب بها نحو مرمي محمد صقر، فإن السد كان يبحث عن حلول أخري تغنيه عن محاولة المرور من تلك الكثافة العددية امام مرمي خصمه.. لذلك فقد لجأ الي الحل الأمثل وهو محاولة طرق المرمي بكرات قوية من بعيد، وهذا ما فعله فيليبي بالضبط عندما تصدي لكرة ثابتة ليطلقها من علي بعد أكثر من ثلاثين ياردة لم يتمكن الحارس من التصدي لها فتمر من عنده الي المرمي لتعلن عن الهدف السداوي الثاني عند الدقيقة (24)..
ويتواصل سيناريو الضغط السداوي بذات المستوي حيث بدأ لاعبوه أكثر استحواذا علي الكرة والأقرب الي مرمي الحارس الدولي السعودي ياسر المسيليم وهاهو مسعد الحمد المتوغل قريبا من منطقة الجزاء يطلق كرة أخري خطيرة من خارج الصندوق عند الدقيقة (35) أبعدها الحارس الاهلاوي بصعوبة الي فوق العارضة قبل ان يعود الحارس نفسه ليبعد كرة أخري أكثر خطورة كان قد سددها بنفس الطريقة اللاعب فيليبي عقب أربع دقائق فقط..
ثم يأتي الدور علي ماجد محمد الذي توغل سريعا عند الدقيقة (43) ليسدد كرة أخري قوية من خارج الجزاء أيضاً لكنها تمر من جانب القائم تماماً..
وتزداد محنة الاهلي، المكبل أصلا بالشق الدفاعي الذي جعله يتخلي تماماً عن الجهد الهجومي طوال دقائق هذا الشوط، بحالة الطرد التي تعرض لها لاعبه صاحب جاسم عند الدقيقة الاخيرة من هذا الشوط لحصوله علي البطاقة الصفراء الثانية الامر الذي جعل الاهلي يخرج من هذا الشوط خاسرا بهدفين وخاسراً أيضاً أحد لاعبيه ليعود ويكمل الشوط الثاني بعشرة لاعبين هذه المرة..
الشوط الثاني..
ويعود السد الي الشوط الثاني بدون علي عفيف حيث حل محله طلال البلوشي مع تغيير في بعض الواجبات إذا تحول ماجد محمد الي جهة اليسار هذه المرة وأصبح مسعد الحمد هو الذي ينهض بمهمة التقدم في الجانب الأيمن الي جانب واجباته الدفاعية..
وفي الحقيقة فإن الدقائق الاولي من هذا الشوط لم تشهد الكثير من التغيير حيث واصل السد فرض سيطرته رغم ان الاهلي بدأ أكثر تحرراً هذه المرة من انكماشه الدفاعي فراح يندفع ببعض المحاولات الهجومية لكنها ظلت بدون خطورة بسبب سوء التنظيم في الامام إضافة الي ما كان يرافق تحركاته تلك من تسرع وضعف في التركيز..
وكان بإمكان السد ان يجعلها ثلاثية بعد دقيقتين فقط من بداية هذا الشوط عندما مرر ماجد محمد كرة جميلة من الجانب الايسر الي ايمرسون داخل الجزاء في مواجهة المرمي غير ان الاخير لم ينجح في السيطرة عليها ليشتتها المدافع الاهلاوي من أمامه في حين كنا قد شهدنا اول محاولة أهلاوية في هذا الشوط عند الدقيقة (57) عندما سدد البرازيلي لياندرو كرة ثابتة من خارج الجزاء عند الجانب الايسر ولكن الي احضان محمد صقر..
ويلجأ الصربي نيبوشا مدرب الاهلي الي أوراقه البديلة عند الدقيقة (65) حيث زج بمحترفه البرازيلي الثاني اوزفالدو سوزا بدلا من تركي موسي ثم أخرج الدولي جفين البيشي ليحل محله حمود عباس في وقت اختار فيه الدكتور حسن حرمة اللَّه مدرب السد ان يزج بمحمد غلام بدلاً من وسام رزق الذي بدأ وكأنه يعاني من إصابة في صدره..
وبدا واضحاً في الدقائق تلك ان انحسارا قد حدث في وسط السد الذي صار يعاني من بعض الاخطاء في وقت تحسن فيه أداء الاهلي لاسيما بعد التغييرين اللذين اجراهما مدربه وهو ما تمخض عن بعض المحاولات التي اتسمت بشيء من الخطورة قرب مرمي السد والتي توجها بهدف جاء بتوقيع البديل البرازيلي اوزفالدو سوزا الذي تصدي برأسه من علي خط الست ياردات لكرة طويلة ثابتة كان قد لعبها من بعيد عند الجانب الايسر المدافع الدولي حسين عبدالغني حيث صعد لها دون مزاحمة صحيحة من ماجد محمد القريب منه ليضعها في المرمي عند الدقيقة (74) مقلصا الفارق الي هدف واحد..
غير ان ماجد محمد ينطلق بكرة سريعة بعد الهدف هذا بأقل من دقيقة محاولا التعويض من خلال كرة رائعة مررها عرضية الي ايمرسون داخل الجزاء في مواجهة المرمي إلا ان الاخير لم يحسن استثمارها مرة اخري..
وتشهد الدقائق الاخيرة بعض المحاولات الهجومية الضاغطة للأهلي الذي نشط كثيرا في الوسط والامام علي العكس من السد الذي أصبح يعتمد هذه المرة علي بعض الكرات الطويلة التي كانت تذهب دائماً نحو ايمرسون وليس تينوريو الذي بدا شبه معطل في تلك الدقائق ربما بسبب ضعف التعاون معه بينما تراجعت خطورة الجانبين فوجدنا ماجد محمد في الخلف أكثر منه في الامام قبل ان يخرجه المدرب ليزج بدلا منه زميله محمد عبدالرب ولكن دون ان يختلف الحال إذ مرت الدقائق الاخيرة ثقيلة فعلا علي السد الذي تراجع بلا مبرر فاسحا المجال لخصمه في ان يتقدم ويستفيد من تحول السيطرة في الوسط لمصلحته ليشكل ذلك ضغطا جعل مرمي محمد صقر مهدداً فعلا قبل صافرة النهاية التي منحت السد النقاط الثلاث من خطوته الاولي في مجموعته القارية الصعبة هذه..