رادوفان كارادزيتش من باحة السجن إلى الزنزانة

الاستخبارات الصربية وفرت لزعيم صرب البوسنة الحماية وعاش طبيبا طوال فترة اختفائه

بلجراد - أفادت تقارير إعلامية محلية امس الأربعاء بأن جهاز الاستخبارات في صربيا وفر الحماية لزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادزيتش المشتبه في ارتكابه جرائم حرب والذي اعتقل بعد 12 عاما قضاها هاربا، حيث لاقى القبض عليه ترحيبا في أوروبا
ونقلت صحف يومية في بلجراد عن وزير الداخلية الصربي إيفيتشا داشيتش قوله إن "جهاز الاستخبارات السرية وفر له الحماية والآن قام بتسليمه".
وذكرت التقارير أن الشرطة لم تتورط في قضية كارادزيتش الذي ألقي القبض عليه في حافلة بالعاصمة الصربية مساء الاثنين الماضي وينتظر حاليا ترحيله إلى محكمة جرائم الحرب الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي.
وأشارت التقارير إلى أن داشيتش، وهو أيضا زعيم الحزب الاشتراكي، عارض اعتقال كارادزيتش أبرز المطلوبين أمنيا في صربيا وقال إنه سيوافق على اتخاذ إجراءات قانونية ضده فقط إذا ما سلم نفسه طواعية.
وأشار فوياسيتش محامي كارادزيتش إلى أن موكله نجح في الاختفاء لمدة 12 عاما من خلال إطلاق لحيته واستخدام نظارة وإنقاص وزنه بشكل كبير مما جعله يتحرك بحرية داخل بلجراد بل ويعمل طبيبا نفسيا لدى اثنين من المستشفيات الكبيرة وألقى محاضرات في الطب النفسي أمام 300 إلى 400 شخص وذلك تحت اسمه المستعار دراجان دابيتش.
وأضاف أن كارادزيتش يعتزم الدفاع عن نفسه تماما مثلما فعل مواطنه الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش من قبل وقال إنه سيستعين بفريق من أربعة إلى خمسة مستشارين من بينهم فوياسيتش نفسه.
ورأى فوياسيتش أن مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها ثمانية آلاف شخص "ذنب الأمم المتحدة التي كان عليها أن تحمي جيب سربرنيتشا ولم يشتك أحد المسؤولين من موت ما لا يقل عن ثلاثة آلاف صربي هناك وتمت تبرئة القائد البوسني ناصر أوريتش لعدم ثبوت ضلوعه في هذه الجريمة كقائد، أما كارادزيتش فيواجه دعوى ضده بسبب مسؤوليته كقائد".
وردا على سؤال للمجلة حول ما إذا كان يتوقع اعتقال السلطات الصربية لراتكو ملاديتش الذي صدر بحقه هو الآخر مذكرة اعتقال من قبل المحكمة الدولية، قال فوياسيتش وهو أيضا محامي ملاديتش: "أدعو الرب ألا يجدوه".
ويواجه كارادزيتش اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وعمل طبيبا طوال فترة هروبه منذ تموز/ يوليو من عام 1996 واستخدم اسما مستعارا
وكان كارادزيتش وقت القبض عليه طويل اللحية والشعر الأبيض مما مكنه من الانتقال في أنحاء البلاد وحضور مؤتمرات وندوات طبية.
واشتبك القوميون الصرب الذين احتجوا على اعتقال كارادزيتش مع الشرطة مساء أمس الثلاثاء وسط العاصمة بلجراد. واعتقل ثلاثة شبان بينما لم تفد تقارير بوقوع إصابات
وبدأ المتظاهرون الذين رددوا أغنيات وطنية وارتدوا قمصانا عليها صورة كارادزيتش في التفرق بعد كلمة ألقاها ألكساندر فوسيتش الأمين العام للحزب الراديكالي القومي المتشدد
وقال فوسيتش إن القوميين المتشددين سينظمون احتجاجات واسعة في الأيام القليلة المقبلة
وكان الحزب الراديكالي هو الحزب الصربي الوحيد الذي لم يرحب باعتقال كارادزيتش ، بل اعتبر ذلك بمثابة قتل لصربيا ، بينما رحبت السلطات الصربية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي بهذا الاعتقال ووصفته بأنه خطوة على طريق انضمام صربيا للاتحاد.