اختلاف في وجهات النظر بين المالكي وميركل حول تقييم الوضع الأمني

برلين- تعتزم ألمانيا تعزيز علاقاتها مع العراق بعد سنوات من الحروب والاضطرابات في بلد الرافدين ورغم كل المشاكل الأمنية الحالية في العراق.
وتحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب أول لقاء مطول لها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس في برلين عما سمته "إمكانية لفتح فصل جديد في العلاقات بين ألمانيا والعراق".
وكرر المالكي دعوته للشركات الألمانية للاستثمار في بلاده بقوة.
وكان تقييم ميركل للناحية الأمنية في العراق مختلفا عن نظرة المالكي لهذا الجانب في بلاده.
وحسب المالكي فإن الوضع الأمني في العراق قد تحسن كثيرا خلال الأشهر الستة الماضية. وتشترط ألمانيا حدوث استقرار أمني في العراق قبل أن تستثمر بقوة فيه.
وقال المالكي عقب لقائه بالمستشارة الألمانية امس في برلين: "نحن قادرون على تولي الأمن بأنفسنا". غير أن المالكي أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة الدعم الذي يقدمه الجنود الأميركيون والبريطانيون لحكومته.
والتزمت ميركل التحفظ في وصف الوضع الأمني في العراق قائلة إنه في طريقه للتحسن وأنه من غير الممكن القول إن كل شيء آمن في العراق.
كما دعت ميركل للتمييز بين المناطق المختلفة في العراق عند تقييم الوضع الأمني وقالت إن الوضع الأمني في المناطق الكردية وفي البصرة أفضل منه بكثير عن المناطق الأخرى بالعراق.
ودعا المالكي الشركات الألمانية المتخصصة في صناعة الفولاذ ومواد البناء بشكل خاص للاستثمار في العراق من أجل المساهمة في بناء البنية التحتية في بلاده.
وأكد الضيف العراقي والمستشارة الألمانية على أنهما يعتزمان مواصلة العلاقات التجارية الوثيقة بين بلادهما.
وفي هذا الصدد قال أكسيل نيتشكه رئيس شؤون التجارة الخارجية في مجلس غرفة التجارة والصناعة الألمانية في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة امس: "لقد كانت ألمانيا بالنسبة للعراق أحد أهم الشركاء التجاريين على الاطلاق خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وبوسعنا توثيق هذه الشراكة مرة أخرى".
ومن ناحية أخرى أشار نيتشكه إلى أن العراق بدأ في إنعاش تجارته في مجال النفط مرة أخرى، موضحا أن هناك إقبالا من الجانب العراقي على التكنولوجيا الألمانية في مجال إنتاج النفط.
ومن المنتظر أن يشارك المالكي اليوم الاربعاء مع وزير الاقتصاد الالماني ميشائيل جلوز في منتدى اقتصادي ألماني عراقي.