عباس: نخوض مفاوضات سلام شاقة وسنعرض نتائجها في استفتاء شعبي

بيريز يستقبل الرئيس الفلسطيني بمقر الرئاسة الإسرائيلية للمرة الأولى

القدس المحتلة - رام الله - أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن الفلسطينيين يخوضون "مفاوضات سلام صعبة وشاقة مع الجانب الإسرائيلي"، مشيرا الى أن "نتيجة هذه المفاوضات ستعرض على الشعب الفلسطيني للاستفتاء".
وقال عباس في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، "إن الجانب الفلسطيني يخوض مفاوضات صعبة وشاقة مع الجانب الإسرائيلي حول قضايا الوضع النهائي"، مضيفا "أن كل الملفات مفتوحة حتى اللحظة وسنستمر في المفاوضات".
وتابع "نتمنى أن تنتهي المفاوضات قبل نهاية العام الجاري وعند الوصول الى نتيجة ستعرض على الشعب الفلسطيني للاستفتاء".
وأوضح "أن هناك عقبات تعترض طريق المفاوضات أهمها وأكثرها صعوبة الاستيطان الذي ترفضه كل دول العالم ما عدا الحكومة الاسرائيلية (...) اضافة الى عقبة الحواجز المنتشرة في كافة ارجاء الضفة الغربية وكذلك الاجتياحات المتكررة للمدن والقرى الفلسطينية".
وتابع أنه سيبلغ "الجانب الاسرائيلي بأن استمرار القوات الاسرائيلية بالاقتحامات والاجتياحات والإهانات لقوات الأمن الفلسطينية سيؤدي الى انسحاب القوات الفلسطينية ولتتحمل اسرائيل مسؤولياتها".
وعن الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، قال الرئيس الفلسطيني "إن الأمن مهم لنا والكل شعر بالفرق عند تطبيق القانون والامن الذي هو اساس لكل تقدم في كافة المجالات".
وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني، قال "أطلقنا مبادرة للحوار الوطني لتطبيق المبادرة العربية واساسها المبادرة اليمنية التي تم تبنيها بالإجماع في القمة العربية الاخيرة التي عقدت في دمشق مؤخرا".
واضاف "قمنا بزيارة عدد من الدول العربية، وتحدثنا مع الاخوة العرب مطولا عن تطبيق المبادرة العربية، وسنذهب خلال ايام الى مصر والى الجامعة العربية من اجل تحريك المبادرة العربية وتطبيقها".
وشدد "على ان القيادة الفلسطينية حريصة كل الحرص على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية"، مضيفا "اذا حصل هذا فلا مانع من تشكيل حكومة توافق وطني تقوم بتسيير اعمال الوطن وتحدد انتخابات تشريعية ورئاسية في أي وقت كان".
إلى ذلك استقبل الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أمس للمرة الأولى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رئاسة الدولة الاسرائيلية في القدس.
واستمر اللقاء الذي حضره كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قرابة العشرين دقيقة على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفرش لعباس السجاد الاحمر ورفعت الأعلام الفلسطينية في الرئاسة الاسرائيلية.
وسبق ان استقبل عباس ومعاونوه مرارا في رئاسة مجلس الوزراء وفي مقر اقامة رئيس الوزراء في القدس.
وقال الرئيس الاسرائيلي للصحافيين إثر اللقاء "ناقشنا الجهود المبذولة من أجل السلام (..) نأمل التوصل الى سلام حقيقي على اساس التفاهم المشترك والثقافة والتطور الاقتصادي، سلام يسمح للشعبين بالعيش المشترك بشكل سلمي في دولتين".
وقلل النائب الفلسطيني زياد ابو زياد من أهمية الزيارة قائلا للاذاعة الاسرائيلية العامة انه "لا يرتدي أهمية كبيرة".
واضاف "الاسرائيليون يخصونا بالتشريفات التي لا قيمة لها ولا تغير الواقع (..) نريد تقدما في مفاضات السلام لكن على الارض تتواصل المعاناة والحواجز والاستيطان".
واستؤنفت مفاوضات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) خلال مؤتمر انابوليس الدولي في الولايات المتحدة ويفترض ان تؤدي قبل نهاية العام الحالي الى اتفاق ينص على اقامة دولة فلسطينية.
وهي تشمل المسائل الجوهرية في النزاع ولا سيما ترسيم الحدود ووضع القدس ومصير المستوطنين واللاجئين الفلسطينيين لكنها تراوح مكانها حتى الآن.
وانتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مدينة القدس.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريحات للصحافيين "إن هذا اللقاء استمرار للقاءات العبثية التي لا يستفيد منها إلا الاحتلال الإسرائيلي وهي توفر الغطاء لاستمرار الجرائم الصهيونية بحق شعبنا واستمرار تهويد القدس وبناء المستوطنات".
ودعا أبو زهري الرئيس عباس إلى العودة إلى الحوار الوطني الفلسطيني "لأنه لا يجوز اللهث وراء الاحتلال في ظل التنكر للحوار" الداخلي.
وكان عباس قد أعلن، في مؤتمر صحافي مع بيريز عقب اجتماعهما في مقر الرئاسة الإسرائيلية بمدينة القدس، أنه لا خيار للفلسطينيين سوى المفاوضات السلمية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل
ودعا عباس إلى استغلال الفرصة السانحة لتسريع مفاوضات السلام وتكثيف المفاوضات باتجاه التوصل لحل نهائي في نهاية العام الحالي.