كينيا تدعو لنشر قوات دولية في زيمبابوي لضمان حسن سير الانتخابات الرئاسية

هراري تسمح لمنظمات غير حكومية باستئناف عملها

عواصم - دعا رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا أمس الاربعاء في واشنطن الى نشر قوة دولية لحفظ السلام في زيمبابوي لضمان حسن سير الانتخابات الرئاسية.
ووجهت زيمبابوي امس اشارات متناقضة حيث سمحت لمنظمات انسانية باستئناف عملها بعد تعليقه لفترة لكنها طردت في الوقت نفسه موظفا لدى الامم المتحدة قبل تسعة ايام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية.
وفي الوقت نفسه فإن النشاط الدبلوماسي في البلاد كان مكثفا مع وجود مسؤول كبير من الامم المتحدة ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي.
وكان النظام علق في مطلع حزيران (يونيو) رخص عمل كل المنظمات غير الحكومية الموجودة في البلاد ومنعها من ممارسة نشاطها بتهمة "تعاطي السياسة" وذلك قبل المنافسة بين الرئيس روبرت موغابي (84 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1980 وزعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي (56 عاما).
ونقلت صحيفة "ذي هيرالد" الرسمية أمس عن سكرتير الدولة للضمان الاجتماعي سيدني ميشي القول ان "قرار التعليق لا يحرم المرضى الذين يخضعون لبرامج مساعدات في المنزل والادوية التي توزع على المستشفيات والعيادات".
واعلان تعليق هذه الانشطة اثار بلبلة حادة لدى منظمات المساعدة الدولية التي حذرت من مخاطر وقوع "أزمة انسانية واسعة النطاق".
وبحسب الامم المتحدة فإن اكثر من اربعة ملايين مواطن من زيمبابوي (اي اكثر من ثلث الشعب) يستفيدون من برامج انسانية والبلاد مدرجة ايضا على لائحة الدول التي تسجل اعلى مستويات الاصابة بمرض الايدز مع حصول ثلاثة آلاف وفاة اسبوعيا مرتبطة بهذا المرض.
لكن تخفيف القيود على عمل منظمات غير حكومية قابله أمس الإعلان عن طرد موظف في مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان.
والموظف الذي وصل الاحد الى زيمبابوي طرد الثلاثاء كما اعلنت المفوضة العليا لشؤون اللاجئين لويز اربور في جنيف.
ونددت بموقف الحكومة "غير المتعاون" في وقت "غير مناسب".
وفي اليوم نفسه التقى مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية المكلف دائرة افريقيا هايلي منكيريوس، الرئيس موغابي في هراري.
وسيبقى منكيريوس في زيمبابوي حتى الجمعة "لتقييم الظروف الميدانية" وتحديد الإجراءات اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في 27 حزيران(يونيو) كما قال.
وفي موازاة ذلك، وصل ثابو مبيكي المكلف من قبل نظرائه في افريقيا الجنوبية القيام بوساطة بين السلطة والمعارضة، الى هراري وسيزور لاحقا الاربعاء بولاوايو المدينة الثانية في البلاد (غرب) للقاء نظيره موغابي.
ومبيكي الذي غالبا ما واجه انتقادات بسبب "دبلوماسيته المتكتمة" حيال زيمبابوي انتهى به الامر في 11 حزيران(يونيو) بالتعبير عن "قلقه الشديد" إزاء "الحوادث العنيفة ووقف الانشطة الانتخابية لبعض الاطراف" في زيمبابوي.
وقد تأزم الوضع السياسي في زيمبابوي منذ هزيمة النظام في الانتخابات العامة في 29 آذار (مارس).
فقد حققت حركة التغيير الديموقراطي سيطرة على مجلس النواب كما سجل تسفانجيراي تقدما في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية بحوالي خمس نقاط على موغابي.
ومنذ ذلك الحين تكثفت اعمال العنف السياسي لا سيما في المناطق الريفية. واعتبرت الامم المتحدة ان غالبية الهجمات يمكن ان تنسب لمناصري النظام.
وتؤكد الحركة من اجل التغيير الديموقراطي ان 66 من مناصريها قتلوا وان 25 ألفا على الأقل هجروا من قبل مناصري موغابي.
واعلنت شبكة دعم الانتخابات في زيمبابوي التي كانت بين اول الاطراف التي اعلنت هزيمة النظام في انتخابات 29 آذار (مارس) ان العديد من عناصرها تعرضوا ايضا لاعتداءات.
واعلنت الحكومة أمس ان المراقبين الانتخابيين الذين "لديهم تصورات مسبقة" حول الانتخابات لن يمنحوا تصاريح للإشراف على الدورة الثانية.
من جهة اخرى اعلنت استراليا انها يمكن ان تشدد عقوباتها على زيمبابوي في حال اعادة انتخاب موغابي كما قال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث متهما اياه بمحاولة "التلاعب" بنتائج الانتخابات.
كما دعا سميث الدول الافريقية وخصوصا جنوب افريقيا الى بذل مزيد من الجهود لوقف "حملة العنف والمضايقة والرعب" مع اقتراب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.