قمة أوروبية تبحث قريبا تجنيب الاتحاد انعكاسات رفض ايرلندا معاهدة لشبونة

بروكسل - يعقد المسؤولون الأوروبيون في اليومين المقبلين قمة "ازمة" سيحاولون خلالها تجنب اصابة الاتحاد الأوروبي بالشل نتيجة رفض الايرلنديين لمعاهدة لشبونة والتأكيد على اهتمامهم بالمشاكل التي يواجهها المواطن الأوروبي.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الاربعاء امام البرلمان الأوروبي ان "رفض ايرلندا المصادقة على معاهدة لشبونة لا يعني ان على أوروبا التوجه الى بوابة النجاة".
وأكدت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي على لسان رئيس وزرائها يانيس يانسا ان الاتحاد الأوروبي "لن يتوقف عن العمل" بالرغم من "خيبة الامل" الايرلندية. وقالت انه يجب الا نتوقع من القمة الأوروبية حلا "للرفض" الايرلندي لمعاهدة لشبونة.
وقال يانسا انه رغم "خيبة الامل" الايرلندية، يجب ان تستمر عملية المصادقة على معاهدة لشبونة. واضاف ان الدليل على ذلك هو الابقاء على النقاط المدرجة على جدول اعمال رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي.
ولا يمكن تطبيق المعاهدة الا في حال صادقت عليها دول الاتحاد الـ27، وسبق ان صادقت 18 دولة عليها.
والهدف هو تجنب تكرار سيناريو العام 2005 عندما رفض الفرنسيون والهولنديون في استفتاء مشروع الدستور الأوروبي.
الا ان الوضع مختلف هذه المرة بما ان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون يأمل في ان يحضر القمة الخميس حاملا معه المصادقة على النص بعد قراءة اخيرة مرتقبة الاربعاء في مجلس اللوردات. وتتمثل الحلقات الضعيفة حاليا في جمهورية تشيكيا وبولندا.
ويأمل كثيرون في اقناع دبلن بتنظيم استفتاء جديد ربما في النصف الأول من العام المقبل وان استلزم الامر ارفاق المعاهدة بلمحق يبدد القلق الأوروبي.
وقراءة القادة الأوروبيين الفورية لرفض الرأي العام الأوروبي لهذه المعاهدة هي ان على الاتحاد الأوروبي بذل مزيد من الجهود لتسوية مشاكل شعوب أوروبا.
ففي فرنسا، الاتجاه هو الاستفادة من القمة لمعالجة مشكلة ارتفاع اسعار النفط والمواد الغذائية.
وقال دبلوماسي فرنسي "الاولوية للتحرك. على أوروبا ان تلبي الحاجات الحقيقية لمواطنيها لان سوء الفهم وقلة التواصل قائمين وعدم الاهتمام بقرارات أوروبا يعتبر امرا واقعا".
وعلى خلفية تحرك الصيادين وسائقي الشاحنات والمزارعين احتجاجا على ارتفاع اسعار النفط، على القادة الأوروبيين ان يشددوا على ضرورة مساعدة الطبقات الفقيرة من خلال اتخاذ تدابير محددة.
وقال باروزو "سنخصص قمة بروكسل لدرس مواضيع اخرى خصوصا ارتفاع اسعار النفط والمواد الغذائية التي تلقي بثقلها على العائلات والنشاط الاقتصادي".
وتخضع المفوضية الاوروبية لضغوط كبيرة من الدول الأوروبية منذ اسابيع في هذا الخصوص.
ويؤكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده مطلع الشهر المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد، على ضرورة وضع سقف لضريبة القيمة المضافة على المحروقات رغم عدم ترحيب نظرائه بهذا الاقتراح.
وتقترح دول اخرى فرض ضرائب على ارباح المجموعات النفطية او المبادلات في اسواق النفط.
وقد يقرر الاتحاد خلال القمة رفع نهائيا العقوبات المفروضة على النظام الكوبي بعد ان تولى راوول كاسترو رئاسة كوبا خلفا لشقيقه فيدل.
كما يعتزم الاتحاد اعطاء الضوء الاخضر لانضمام سلوفاكيا الى منطقة اليورو في 2009.