عون يتهم السنيورة بالخروج عن "أصول تشكيل الحكومات

ثلاثة قتلى في اشتباكات بين أنصار للغالبية والمعارضة في شرق لبنان

بيروت - اتهم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" المعارض في لبنان النائب ميشال عون امس رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة بـ"الخروج عن أصول تشكيل الحكومات".
وأكد عون، الذي يعد بمثابة زعيم المعارضة المسيحية، سعيه للعب دور "المسهل" لتشكيل الحكومة "لأن مصلحتنا تقتضي بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن" رافضا الاتهامات الموجهة إليه بعرقلة تشكيل الحكومة المقبلة.
وكشف عن اعتزامه طرح موضوع تعديل صلاحيات رئيس الحكومة "إذ لا يجوز أن يكون له حق التنفيذ والمراقبة معا ولا يمكن أن يكون ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي أو المجلس التأديبي تحت سلطة رئيس الحكومة".
وأعلن أن تكتل التغيير والإصلاح النيابي "أعدّ مشروعا لعقد جلسة نيابية لإقرار ما اتفق عليه في الدوحة بشأن الدوائر الانتخابية، وسيطلب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الموضوع".
وماتزال خلافات بين الأكثرية والمعارضة في لبنان تحول دون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي جرى الاتفاق عليها في إطار اتفاق الدوحة الذي وقعه الفرقاء اللبنانيون الشهر الماضي في العاصمة القطرية.
الى ذلك، قال عون المتحالف مع حزب الله امس ان صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحزب الله على وشك الانجاز.
وقال عون للصحافيين في بيروت "نعرف ان الاسرى قيد انجاز الاتفاق على اطلاق سراحهم" لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
واسر حزب الله جنديين في كمين على الحدود في تموز (يوليو) عام 2006 لمبادلتهم بأسرى لبنانيين وعرب.
وشنت اسرائيل حربا استمرت 34 يوما في لبنان بعد أسر الجنديين ولكنها دخلت بعد ذلك محادثات غير مباشرة بشأن استعادتهما غير أن هناك شكوكا بشأن ما اذا كانا مازالا على قيد الحياة.
وتعتقل اسرائيل اربعة اسرى لبنانيين في سجونها فيما تحتجز رفات عشرة من مقاتلي حزب الله.
وعلى رأس قائمة السجناء اللبنانيين المقترح الافراج عنهم سمير القنطار الذي يقضي فترة العقوبة بالسجن مدى الحياة بسبب هجوم قاتل عام 1979 والذي وصفه مسؤولون اسرائيليون من قبل بأنه "ورقة مساومة" لإعادة ملاح جوي اسرائيلي مفقود.
وقال الياس صباغ محامي القنطار لراديو الجيش الاسرائيلي امس ان كل المؤشرات تشير الى قرب التوصل لاتفاق ولكنه حذر قائلا انه لم يسمع أي شيء رسمي بعد.
من جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده ساهمت بقوة في إنجاح اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين. واعتبر المعلم أن إصرار سورية على نجاح اتفاق الدوحة جاء لعدة اعتبارات منها اهتمامها باستقرار لبنان، وضرورة اتفاق اللبنانيين فيما بينهم "وتقدير سورية لدولة قطر ومواقفها الداعمة لسورية في معظم الأحداث والمواقف التي جرت في المنطقة في السنوات الأخيرة".
على صعيد آخر، يستضيف رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان في 24 حزيران (يونيو) قمة روحية للطوائف والمذاهب بهدف "تعزيز المصالحة الوطنية" كما افاد امس مصدر مأذون من القصر الجمهوري.
ميدانيا، قتل ثلاثة اشخاص امس واصيب اربعة آخرون بجروح جراء الاشتباكات التي جرت ليل الاثنين الثلاثاء بين انصار الغالبية والمعارضة في بلدتي سعدنايل وتعلبايا في البقاع (شرق لبنان) بحسب ما افاد مصدر امني .
واوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان شخصا قتل في بلدة سعدنايل، فيما قضت امرأة ورجل قرب بلدة بر الياس على الطريق الدولية المؤدية الى دمشق جراء اطلاق الرصاص.
كما اصيب اربعة اشخاص بجروح في الحوادث نفسها.
وافاد مراسل فرانس برس ان الهدوء عم امس مناطق التوتر التي سير فيها الجيش دوريات واقام حواجز ثابتة.
وفتح عدد قليل من المحلات التجارية ابوابه في سعدنايل وتعلبايا التي شهدت طرقاتهما حركة سير خفيفة.
وشهدت هاتان البلدتان في التاسع من الشهر الحالي اشتباكات بين انصار تيار المستقبل (سنة) وانصار حزب الله (شيعة) اسفرت عن اربعة جرحى تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عنها.
وكان مصدر عسكري قد اكد في وقت سابق لوكالة فرانس برس انه "جرت شتباكات في سعدنايل وتعلبايا لم تتوضح اسبابها".
واضاف طالبا عدم الكشف عن هويته "جرى تبادل اطلاق النار في الأحياء المتداخلة وقد دفعنا بقوات كبيرة واصبح الموضوع الان تحت السيطرة".
وتابع "وقعت اصابات لم نعرف بعد نوعيتها"، مشيرا الى ان الاشتباكات امتدت الى هاتين البلدتين بعد حادثة اطلاق نار وقعت في بلدة بر الياس على الطريق الدولية المؤدية الى دمشق.
وبدأت الأحداث الماضية إثر شجار بين مواطن سني وآخر شيعي تطور الى اشتباك بين انصار تيار المستقبل وحزب الله.
وأشار مراسل فرانس برس الى أن إطلاق الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون بدأ يسمع قبيل منتصف الليل في سعدنايل وتعلبايا واستمر متقطعا طوال الليل حتى ساعات الصباح الاولى.
من ناحية اخرى عزا المصدر العسكري تجدد الاشتباكات الى "عدم مسؤولية كل الاطراف". وقال ان "المناطق متداخلة اذا لم يتم التوصل الى حلول جذرية فهناك احتمال دائم لتجدد الاشتباكات".
وكانت الاشتباكات بين انصار الطرفين في بيروت ومناطق اخرى قد دفعت سابقا بتيار المستقبل الى التلويح بتعليق مشاركته في مشاورات تشكيل الحكومة اذا لم تضبط القوى العسكرية الوضع.
وعاد تيار المستقبل عن تهديده بعد أن وضع مجلس الأمن المركزي خطة طبقها حتى الآن بنجاح في بيروت.