فيراري كاليفورنيا تتوقع الشركة الايطالية العريقة لهذه المكشوفة ذات السقف القاسي القابل للطي والأربعة مقاعد 2+2 أن على قدر أسم فيراري، ويقول الطليان أن طراز كاليفورنيا الجديد سيثبت ذلك، وسيفتح لهم سوقاً جديدة بالكامل.
فيراري كاليفورنيا هي سيارة لأولئك الناس الاثرياء الذين لا تهمهم المعايير القديمة، فهم يريدون سيارة عملية وتستخدم كل يوم، وأن تكون فائقة رياضية تعبر عن ثرائهم، وهم يريدون أيضاً سيارة كوبيه يمكنها أن تصبح مكشوفة، ولذا فيجب أن يكون سقفها قابل للطي، والأهم هو أن يقودوها بشكل يتناسب مع كونها فيراري، هذه هي طلباتهم ببساطة.
يقول رئيس فيراري لوكا دي مولتيزيمولو في آخر مقابلة مع توب جير: لطالما أردت أن أصنع سيارات مختلفة من فيراري لمحبي فيراري المختلفين". وعلى ذلك المنوال تأتي الفيراري كاليفورنيا لتلبي طلب شريحة جديدة من مشتري فيراري، فهي فئة جديدة لا تأخد مكان أي من سيارات فيراري الحالية.
الأثرياء الجدد، ودعونا ننسى الأحاديث عن الركود العالمي، يتزايدون بشكل كبير، وهم لا يحبون التقيد يالتقاليد كما يفعل الأغنياء المخضرمين، ومع تراكم المال تأتي فكرة أنه يستطيع شراء كل شيء، وهنا يأتي دور فيراري لصنع سيارة تلبي كل الأمنيات.
توقع الناس أنه وبسبب وجود محركها الـV8 في المقدمة، فإن الكاليفورنيا ستكون طراز القاعدة الجديد لدى فيراري، ولكنها حقيقةً ليست كذلك، فسعرها سيكون أعلى من طراز 430 سبايدر، وذلك مبرر بمواصفاتها وتجهيزاتها، ولكونها مصممة للأغنياء الجدد، وهم أثرياء بشكل فاحش في معظم الأحيان.
يقول لوكا دي مولتيزيمولو "السيارات المستعملة هي سيارات القاعدة لدينا، فليس لدينا النية بتكرار تجربة انتاج طراز دينو آخر مستقبلاً، لن نبني فيراري صغيرة، فكونها صغيرة سيعني بأنها رخيصة، وذلك يعني تقنية أقل، ريادة أقل، وهي أمور مرفوضة تماماً يالنسبة لي، قطعاً لا"
لو أعتقدت بأن السقف القابل للطي سيقلل من رياضية الفيراري الجديدة، فإليك الحقائق التالية:
تنطلق الفيراري كاليفورنيا من صفر إلى 100 كلم / ساعة بـ 3 ثواني ونيف فقط، الفضل يعود لمحرك V8 بقوة 460 حصان، علبة تروس من سبع سرعات، وتوزيع عبقري ومتساوي للوزن، الكبح القوي يتم عبر مكابح قرصية مصنوعة من الألياف الكربونية، توزيع الوزن كما قلنا متميز، والبنية الجسمية مأخوذة من طراز 430 سبايدر، مما يعني أن الجسم صلب ويتمتع بالخفة والانقيادية.
لا بد من أن المصممين وضعوا أما تحدٍ كبير، تمثل بالحاجة لخلق مساحة في الخلف لصندوق أمتعة واسع، يتسع للسقف المطوي، إلى جانب إفساح مجال لمقعدين خلفيين، ولو كانا صغيرين فعلاً، ولذا تبدو المؤخرة كبيرة بعض الشيء، موقع فوهات العوادم الرباعية الموضوعة بشكل عامودي غريب، والأضوية الموضوعة في أعلى المؤخرة مخالفة للمتعارف عليه بين المصممين التقليديين الذي أتوقع أنهم سيختارون أضوية عرضية، ربما كانت هناك مبررات متعلقة بالانسيابية حكمت خيارات المصممين.
في المقدمة، طلة فيراري أصيلة بشكلها الجميل الخالي من العيوب، الخطوط قوية وتنم عن الصلابة، خلف العجلات الأمامية فتحات تهوية للهواء الخارج تتناهى إلى انحناء رائع على الأبواب، وهو اسقاط تصميمي لرائع فيراري من فئة الرودستر في سنوات الستينات، لكننا وجدنا الجوانب أعرض من اللازم، ولكنها مبررة لوضعية الجسم المكشوف وبالذات من ناحية غطاء السقف المطوي.
العجلات تبدو مناسبة حجماً للجسم، وهي بقياس 19 انش، وهي بالمناسبة بنفس قياس عجلات طراز 612 ولكنها تبدو على تلك السيارة كعجلات الأريكة بالنسبة لجسمها الكبير.
انسيابية السيارة المكشوفة تشكل تحدياً تصميمياً، حيث يجب أن لا تؤثر سلباً على الركاب كلما اسرعت السيارة، وهنا أكدت فيراري أنها درست ذلك بشكل جيد، ونرجو نحن أن تكون قد جهزت هذه السيارة بتدفئة قوية.
المقاعد ولوحة القيادة جاءتا بتصميم جديد، وقد استخدمت فيراري أحدث تقنيات الملاحة والاتصالات في جديدتها المدللة، وهي مدروسة لتتناسب مع المسير اليومي داخل المدينة وللأسفار الطويلة.
أنها اول مرة تصنع فيها فيراري سيارة بمحرك V8 أمامي، وهذا المحرك مشتق منى محرك الـ430 المتوحش، وهي بداية طيبة للعمل، كتلة المحرك على درجة 90 وعامود تحريك مستوي يبعث ذبذبات تستخلص القوة بشكل أفضل من الأنابيب، نظام الحقن المباشر للوقود موجود هنا، مما يعني فعالية أعلى.
منحنى القوة يصل إلى ذروته عند 460 حصان عند دوران يبلغ 7500 دورة في الدقيقة، قوة كبيرة مستخلصة من سعة صغيرة نسبياً 4.3 لتر ، وبالمقارنة تستطيع أودي استخلاص فقط 414 حصان من محرك الآر8 ذي سعة 4.2 لتر، ولكننا لن نرقص فرحاً من فرط قوة الكاليفورنيا فشقيقاتها الـ430 و السكوديريا تنتج 490 و510 حصان على التوالي من نفس المحرك (على دورات أعلى بالطبع) ولكن لذلك الفرق ما يبرره، وهو أن الكاليفورنيا هي سيارة جي تي تتطلب عزماً أعلى على معظم نقاط منحنى القوة.
علية التروس فيها نقطة أخرى نحب أن نسلط الضوء عليها، فقد أحسنت فيراري صنعاً باعتماد علبة تتابعية بقابض فاصل مزدوج بدلاً من نظام التعشيق التتابعي أف1 آي ام تي، وهذه العلية أتت بسبعة سرعات، وهي شبيهة بتلك التي قدمتها بي ام دبليو مؤخراً مع طراز أم 3 دي سي تي، ومثل هذه التقنيات التعشيقية تتيح السرعة والتجاوب على الحلبة والمرونة والسلاسة خلال المسير في الزحام داخل المدينة.
علبة التروس تتموضع قرب المحور الخلفي، وهي مرئية من خلف السيارة ولها فتحات تهوية بارزة قرب العجلات الخلفية، المحرك يتخذ موقعه أمام المحور الأمامي، وهي لا يعني من ضيق المساحة على عكس محركات الـV12 الضخمة، هذه الوضعيات ساعدت بشكل كبير على توزيع الوزن بشكل مثالي، بما يقارب نسبة 50:50 ، ولكن كفة المحور الخلفي ترجح عند طي السقف، خفة وزن السيارة مردها إلى اعتماد فيراري على معدن الالومنيوم في بناء الهيكل والجسم.
الشاسيه متقدم التصميم، بالنسبة للتعليق فقد جاءت هذه السيارة مع تعليق جديد مستقل يعتمد الوصلات المتعددة في الخلف، مما يعني تعليقاً متماسكاً من خلال مجموعة نوابض تمنع التأرجح وتبقي السيطرة على التوجيه على أتمها. أنظمة التحكم بالتماسك هي نفسها الموجودة في طراز 599، لا يمكننا أن نطلب أكثر.
لا جدل في أن هذه السيارة ستصبح وبسرعة كبيرة معيار فئة الجي تي المكشوفة، ولكنها لن تصبح معيار سيارات فيراري، وهي مكانة تشغلها حالياً الـ430 بكل جدارة، وقد صنعت فيراري الكاليفورنيا لأنها تريد تلبية طلب زبائن عديدين يبحثون عن الفخامة، مما سيساعد على نمو مبيعات الشركة دون التأثير على مبيعات سيارتها من الفئات الأخرى.
كاليفورنيا ليست أول جي تي مكشوفة من فيراري، ففي سنوات الستينات كثرت مثل هذه السيارات التي كانت حكراً على نجوم السينما والنخبة في العالم، قد يتهم بعض عديمي المعرفة بتاريخ الشركة الايطالية بأنها بدأت ببيع مبادئها طمعاً بالمبيعات، لهم أقول لا بأس عليكم ، على الأقل لم تقدم فيراري سيارة رباعية حتى الآن.