حبوب الإفطار: عناصر غذائية قيّمة تتناغم مع نمط الحياة المعاصر

عمّان- يتناول الزوجان أحمد وندى "حبوب الإفطار" صباحاً مع الحليب كونهما يجدان فيها "بديلاً مناسباً عن وجبة تأخذ وقتاً في تحضيرها وتناولها لا سيما مع ضرورة الاستيقاظ المبكر للعمل".
ويحقق الثنائي في تحضير وتناول حبوب الافطار خلال وقت لا يتجاوز الخمس دقائق التناغم مع نمط الحياة السريعة.
وتفضل ندى (25 عاماً) حبوب الإفطار بالقمح كونها غنية بالألياف التي تنظم عملية الهضم إضافة لكونها وجبة صحية مدعمة بالمعادن والفيتامينات المطلوبة، ويقول أحمد (29 عاماً) أتناول في الصباح كمية جيدة منها مع الحليب البارد وأبقى عليها لوقت الغذاء خصوصاً انها مناسبة لأنظمة الحمية المتبعة لتخفيف الوزن.
وفي الوقت نفسه لا تقتنع السيدة الخمسينية نوال والدة ندى بالحبيبات المدعمة وترفض الحصول على المعادن والفيتامينات من غير مصدرها رغم كل التوضيحات التي تقدمها لها ندى.
الخلاف بين الأم وابنتها نابع من اختلاف بين جيلين يتبع لاختلاف في نمط الحياة، فبينما تجد الأم أن الوجبة الغذائية يجب أن تكون متكاملة وتأخذ الوقت الكافي في تناولها، تتفق معها ندى في وجوب أن تكون متكاملة وتختلف معها في طريقة الحصول على التكامل واختصار وقت تناولها.
ويرى استاذ علم الاجتماع د. حسين محادين أن الاختلاف بين جيلين في النظرة لايقاع الحياة الحديثة ومكوناتها الغذائية يعد مؤشرا إلى تمتع المجتمع الاردني بديناميكية واضحة بحيث أصبح من السهل أن تختلف النظرة للغذاء بين جيلين رغم قصر الفترة الزمنية بينهما.
وتخصص المحال التجارية والأسواق الكبيرة أصنافاً وأسماء تجارية متعددة لحبوب الأفطار منها ما هو مخصص للأطفال ومنها ما هو مخصص الحميات. وتتنوع المكونات الرئيسية فيها بين القمح والشوفان والأرز والذرة، كما توفر بعض المتاجر قسماً مخصصاً للأغذية العضوية التي لم تتعرض لأي إضافات كيماوية أو هرمونية خلال زراعتها ولغاية تصنيعها.
بدوره يربط محادين هذا النمط الغذائي بالمدينة لافتاً إلى أن مجتمع القرية والريف ما يزال مرتبطاً بموارده الطبيعية، ويجد أن إيقاع الحياة المعاصر أصبح أسرع والوقت أصبح اثمن حتى باتت هذه الممارسات الغذائية تشكل سلوكاً موازيا لايقاع حياة المدينة، بما يتيح الحصول على قيمة غذائية مدروسة واستثمار لعنصر الوقت.
وتؤكد اختصاصية التغذية ومديرة المركز الريادي للتغذية والحميات ربا العباسي أهمية وجبة الإفطار لجميع الفئات العمرية كونها توفر الطاقة اللازمة لتشغيل عمل خلايا الدماغ والأعصاب صباحاً، وتشترط أن تكون وجبة الافطار متكاملة.
وتقصد بالتكامل ان تحتوي الوجبة على مصدر من النشويات وكذلك البروتين إضافة إلى الخضار، وتجد أن حبوب الافطار كبديل تغطي هذه الاحتياجات اذا تم تناولها مع الحليب.
وتشير إلى أن حبوب الافطار غنية بمجموعة من المعادن مثل الحديد والبوتاسيوم والفيتامينات وبالتحديد فيتامين ب1 وفيتامين ب2 والنياسين وحمض الفوليك، وتأتي هذه العناصر، بحسب عباسي، من خلال تدعيم الحبوب بها خلال عملية التصنيع.
وتتناول عباسي ميزات كل نوع تبعاً للمكون الرئيسي فيها وتجد أن حبوب الافطار التي تتكون بشكل رئيسي من الأرز تتميز بأنها الأسهل هضماً لهذا فهي تناسب الأطفال بشكل كبير.
وتبين ان الحبوب التي يدخل فيها الشوفان كمكون رئيسي تحتوي على مواد مضادة للتأكسد وتحمي الخلايا بفعل الشوفان من الشيخوخة والسرطانات والزهايمر، لهذا يوصى بها لكبار السن، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تمنع الامساك وتنظم الهضم شأنها شأن الحبوب التي يدخل القمح في تكوينها.
وتوصي بالحبوب التي يدخل القمح او الشوفان كمكون رئيسي فيها للفئة العمرية المتوسطة والمراهقين وخصوصاً من يسعون للحفاظ على وزن مثالي.
أما حبوب الذرة فتتميز، بحسب عباسي، باحتوائها على نسبة جيدة من فيتامين أ كما انها تعد خياراً لمرضى السيلياك ممن يعانون من تحسس تجاه القمح.
وتبين عباسي إمكانية اعتماد الحبوب كبديل للإفطار طالما تم الاختيار بالطريقة الصحيحة، ولكنها في الوقت نفسه تجد ان من الصحي إدخال وجبات فطور أخرى ولو لثلاثة أيام في الأسبوع كإدخال البيض والأجبان وخصوصاً للأطفال ومتبعي الحميات.

معلومة حلووووووووووووووة شكرا يا سفاري