اوباما يرفض اتهامات ماكين له بشأن مكافحة الارهاب

واشنطن - رفض السناتور الديموقراطي باراك اوباما اي دروس من منافسه على الترشيح للرئاسة الأميركية جون ماكين حول مكافحة الارهاب، في رد قاس على هجوم شنه معسكر ماكين على مدى يوم كامل.
وصرح اوباما للصحافيين الثلاثاء على متن طائرته "لنفكر في الامر: هؤلاء هم نفس الاشخاص الذين كانوا مهندسي تشتيت الانظار بشن حرب على العراق في الوقت الذي كان بامكانهم هزيمة الاشخاص الذين ارتكبوا فعلا هجمات 11 أيلول(سبتمبر).
وقال "بسبب استراتيجياتهم الفاشلة، لا يزال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن يرسل اشرطة صوتية. ولذلك لا اعتقد ان هناك ادلة تشير الى انهم تعلموا الكثير من الدروس من 11 أيلول(سبتمبر).
وانتقد انصار ماكين دعوة اوباما بمحاكمة المتشبه بانهم من المتطرفين، بعد قرار المحكمة العليا الاسبوع الماضي السماح لمعتقلي غوانتانامو بالطعن في اعتقالهم امام المحاكم الأميركية.
وصرح مستشار ماكين للسياسة الخارجية راندي شونمان ان المعركة مع المسلحين يجب ان تكون في ارض المعركة وليس في المحاكم، متهما اوباما بانه "مثال ممتاز على التفكير الذي كان سائدا في العاشر من أيلول(سبتمبر)"، اي قبل يوم من الهجمات التي وقعت عام 2001.
وقال "اذا تلقى اوباما مكالمة الساعة الثالثة صباحا، اعتقد ان رده سيكون الاتصال بمحاميه في وزارة العدل" في اشارة الى الحملة الاعلانية حول الامن القومي التي شنتها منافسة اوباما السابقة هيلاري كلينتون منتقدة قلة خبرته السياسية.
وفي مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الاخبارية في وقت متأخر من الاثنين، اشار اوباما الى ان المتطرفين الاسلاميين الذين كانوا وراء أول تفجير لمركز التجارة العالمي في عام 1993 مثلوا امام محكمة مدنية ويقبعون حاليا في السجن.
وقال انه بموجب السياسات التي تتبعها ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش منذ 11 أيلول(سبتمبر) "لم نتمكن من محاكمة هؤلاء الاشخاص، وليس ذلك فحسب بل اننا دمرنا مصداقيتنا بشأن حكم القانون في العالم".
واضاف ان هذه السياسات "ساعدت بشكل كبير عمليات تجنيد الارهابيين في بلدان تقول "انظروا، هذه هي الطريقة التي تعامل بها الولايات المتحدة المسلمين"
وقال اوباما ان ماكين يكرر نفس الكلام الذي يقوله الرئيس بوش بشان "الحرب على الارهاب"، والذي حرم الولايات المتحدة من الحلفاء وورطها في العراق وجعلها تواجه تهديدات جديدة في افغانستان، حسب اوباما.
وقال ريتشارد كلارك، المساعد السابق للرئيس بوش في شؤون مكافحة الارهاب، والمستشار الحالي لاوباما، انه "يشعر بالقرف" من استخدام معسكر ماكين "نفس الاساليب القديمة البالية (...) لاخافة الاميركيين".
وعلى اية حال، تشير الاستطلاعات الى ان معركة الرئاسة لهذا العام لن تقوم على نفس فكرة انتخابات عام 2004 وهي الابقاء على امان الولايات المتحدة، ولكن على انعاش اقتصادها ومساعدة الناخبين الذين يوشكون على خسارة منازلهم ووظائفهم.
وفي استطلاع جديد نشرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة اي بي سي الاخبارية الثلاثاء، قال نحو 80 بالمئة ان الارتفاع الكبير في اسعار الوقود يتسبب في صعوبات مالية.
وهذه اعلى نسبة يسجلها اي استطلاع هذا العقد، حسب الصحيفة.
واظهر الاستطلاع تفوق اوباما على ماكين بنسبة 48 الى 42 بالمئة بين كافة الناخبين.
ويتفوق ماكين قليلا على اوباما فيما يتعلق بالشؤون الدولية والارهاب، الا ان اوباما يتقدم بـ16 نقطة كافضل مرشح لاصلاح الاقتصاد المتعثر.
اما بالنسبة لمسألة العراق، فقد تعادل المرشحان بنفس نسبة الثقة بهما على التعامل مع الحرب في البلد المضطرب الذي ينوي اوباما زيارته قبل تشرين الثاني(نوفمبر).