"المصالحة الوطنية الفلسطينية" إحدى شروط الهدنة بين حماس وإسرائيل

عمان - بدأت في السادسة من صباح اليوم بالتوقيت الفلسطيني ساعة الصفر لوقف اطلاق النار وكافة الاعمال العدائية والعسكرية المتبادلة بين اسرائيل وحركة حماس برضى وقبول باقي الفصائل الفلسطينية وان كانت لم تشارك بالمفاوضات غير المباشرة بين حماس واسرائيل عبر الوسيط المصري، والذي رعا هذه المفاوضات ونقل مضامينها بين الجانبين, في عدة زيارات مترافقة ومتزامنة بين مسؤولين عسكريين وأمنيين وسياسيين اسرائيليين وبين قيادات من طرف حركة حماس من داخل قطاع غزة ومن الخارج من المقيمين في دمشق.
والملفت للانتباه ان النقطة السابعة من النص الحرفي لاتفاق التهدئة تنص حرفيا على أن "مصر سترعى حوارات فلسطينية فلسطينية من أجل لم الشمل" وهذا يعني ان الاتفاق يتضمن التوصل الى اتفاق فلسطيني فلسطيني حول القضايا الخلافية, وهي ملاحظة سجلت امتعاضاً واستهجاناً من قبل فصائل المقاومة بسبب قبول حماس لها، بل وتأكيدها عليها مما يعني إدخال اسرائيل كطرف غير مباشر في متابعة الحوار الفلسطيني الداخلي وربط الحوار بعملية التهدئة، بمعنى اوضح ان احى عوامل التهدئة وثمنها هو التوصل الى اتفاق بين حماس وفتح وبين حكومتي رام الله وغزة, وهو توجه اعتبرته فصائل المقاومة خروجاً على المألوف وسابقة غير مقبولة تم الاعتراض عليها بشدة من قبل الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب اضافة الى حركة فتح.
كما ينص الاتفاق على أن مدة التهدئة ستة اشهر كفترة اختبار انتقالية يمكن تجديدها في حال نجاحها, وهي مقتصرة على قطاع غزة ولا تشمل الضفة الفلسطينية, ولكنها قد تكون أنموذجا يحتذى يتم نقله وتطبيقه على اراضي الضفة الفلسطينية المحتلة اذا توفرت فرص نجاحه في قطاع غزة, وذلك انعكاسا لرغبة الأطراف الثلاثة مصر واسرائيل وفلسطين, على ان تبادر مصر للعمل على نقل مشروع التهدئة الى الضفة الغربية.
وينص الاتفاق أيضا على فتح المعابر لإدخال السلع والبضائع, وذلك بعد مرور اثنتين وسبعين ساعة في اعقاب ساعة الصفر (صباح يوم الخميس 19/6/2008) حيث تفتح المعابر ويتم إدخال 30 بالمائة من حجم الاحتياجات الضرورية, اضافة إلى ما يتم إدخاله الآن من هذه الاحتياجات, وبعد مرور عشرة ايام اي يوم 29/6/2008, يرفع الحصار عن كافة المواد المدنية كما ونوعا سواء من النفط او الطحين او الحديد او الاسمنت او المواد الطبية والعلاجية, وخاصة تلك التي تم منعها وحظرها بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة بعد الانقلاب الذي نفذته حركة حماس يوم 14/6/2007.
الاتفاق الذي تم التوصل اليه لا يشمل تبادل الأسرى بين حماس واسرائيل حيث نص الملحق للاتفاق على ان ملف شاليط الجندي الاسرائيلي الاسير غير مشمول بهذا الاتفاق, ولكن تم الاتفاق على ان تستضيف مصر وفدين من حماس واسرائيل للحوار والتفاوض حول موضوع صفقة تبادل الأسرى.
كما لا يشمل اتفاق التهدئة الذي تم التوصل اليه, معبر رفح (معبر الحدود المصرية الفلسطينية) ولذلك تم الاتفاق كملحق كي تستضيف مصر الاطراف ذات العلاقة بمعبر رفح وهي السلطة الوطنية (حكومة سلام فياض) وحركة حماس والاوروبيين للاتفاق على شروط وآليات فتح معبر رفح وفق الاتفاق الموقع في شهر تشرين الثاني عام 2005.
صيغة اتفاق التهدئة التي تم التوصل اليها بين حماس واسرائيل عبد الوسيط المصري تتضمن سبع نقاط فقط وملاحق من نقطتين وملاحظة، وتم صياغتها بأقل المفردات ولكن الأطراف تبادلت محاضر الاجتماعات التي تمت بين الوسيط المصري وحركة حماس من طرف وبين الوسيط المصري واسرائيل من طرف آخر, مما يعطي للاتفاق بنقاطه السبع أبعادا ومفاهيم واضحة للطرفين في أعقاب تبادل محاضر الاجتماعات.